إلى حيِّ سلمى حيثُ سارتْ مراكبي
ألا فـاتْبـعـانـي بالدّمــوعِ السّـواكبِ
تجرَّعْتُ كأسَ البَيْنِ يا صَحْبُ حِصَّةً
مِنَ الدّهرِ تُـغْني عن جميعِ المصائبِ
يقـولونَ لـي طـالَ اغْترابُكَ والنّوى
فقلتُ الهوى يا صَحْبُ ليس بغائبِ
أنَخْتُ بذاكَ الحيِّ ركبي ولم أجِدْ
سوى مُستَـبِدٍّ ظالمٍ في المضاربِ
وَيَـسْـألُ مـن هـذا فقـلتُ لَـهُ ألا
قِفوا واسْألوا عنّي جميعَ الأقاربِ
بلى يابْـنَ ( عمّي )واسْألِ الناسَ كلّهم
ولكنْ حذاري من حسودٍ وكاذبِ
تعلَّمـتُ أنَّ الصِّـدْقَ أنـدى سَجـيَّـة
وأسمى صفاتِ الأكرمينَ الأطايبِ
فقال ألا ترضى بحكمٍ حكمتُهُ
فقلت لهُ : واللهِ لستَ بصائبِ
ظلمْتَ ولم تعدِلْ ونمتَ ولم ينمْ
بريءٌ كريمُ الأصلِ جمُّ المناقبِ
فما كان ذنبي غير أني مطالبٌ
بحقِّ فتىً يسعى لنيلِ المطالبِ
إبراهيم العباس…